هذا
الزمن الخطير، فصار الناس يزوِّجون بناتهم ومولياتهم برجال لا يخافون الله واليوم الآخر
وصرن يشتكين من مثل واقع هذا الزوج الذي ذكرته السائلة، من إضاعة دين الله، وارتكاب
المنكرات، والعشرة السيئة، ووقعن في حيرة من أمر هؤلاء الأزواج، ولو أنهم تحرَّوْا
قبل الزواج الرجل الصالح، ليسَّر الله سبحانه وتعالى، ولكن هذا في الغالب ينشأ من التساهل
وعدم المبالاة بالأزواج الصالحين، والرجل السوء لا يصلح أبدًا، ولا ينبغي التساهل في
شأنه؛ لأنه يسيء إلى المرأة، ربما يصرفها عن دينها، وربما يؤثر على ذريتها، فهو قرين
سوء، لا يجوز تزويجه.
وإذا
كان مرتدًّا عن دين الإسلام، بارتكابه ناقضًا من الدين فهذا لا يجوز أن يزوج مسلمة؛
لقوله تعالى: {وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ﴾ [البقرة: 221]، وبقوله سبحانه وتعالى: {فَلَا تَرۡجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلۡكُفَّارِۖ لَا هُنَّ
حِلّٞ لَّهُمۡ وَلَا هُمۡ يَحِلُّونَ لَهُنَّۖ﴾
[الممتحنة: 10].
وأما
إذا تزوَّجها وهو مسلم، ثم ارتدَّ بعد ذلك -والعياذ بالله - فإنه يُفَرَّق، بينه وبين
زوجته المسلمة، إلا إذا تاب وهي في العدَّة، فإنها ترجع إليه.
فالحاصل:
أنه يجب الاعتناء بهذا الأمر الخطير، وأن يهتم باختيار الأزواج
للنساء ولا يتساهل فيه لأنه يترتَّب عليه أمور كثيرة.
وأما بالنسبة لما ذكرت السائلة من حال زوجها، وإعراضه عن دين الله، وأنه يجبرها على ترك الصلاة، وفعل المنكرات وأنه لا يتورَّع عن المحرَّمات، فهذا أمر خطير، لا يجوز لهذه المرأة أن تبقى في عصمته، ويجب عليها أن تطلب الفراق منه؛ لأنه لا خير فيه ولا خير في البقاء معه، فيجب عليها أن تفارقه، وأن تبتعد عنه؛ لتسلم على دينها وتسلم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد