×
مجموع الفتاوى الجزء الثاني

 الطلاق وقطيعة الرحم

سؤال: أختي تزوَّجت من ابن عمَّتي، وهذا الرجل مدمن بشرب الخمر، وعندما يشربها لم يعد يذكر، وفي مرة خنقها وكاد أن يقتلها، لولا تدارك الأهل ولكن أختي لم تعد تحتمل أعماله، فجاءت إلينا وقرر أن يطلِّقها، وبعد أن تم الطلاق انقطعت الأخبار فيما بيننا وبين عائلة عمتي. أرجو من فضيلتكم الجواب على سؤال: هل القطيعة هذه تسمى قطيعة رحم؟ لأنني سمعت أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ينهى عنها لأنها من أكبر الكبائر.

الجواب: ما حصل من طلاق هذا الرجل لأختك لأنه سيئ الأخلاق، ويتعاطى المُحَرَّمات، ويشرب المُسْكِرات، فهذا شيء طيِّب؛ لأن البعد عن أهل الشر شيء مطلوب للمسلم، ولا يجوز أن يبقى المسلم، في صحبة الفاسق، والمتساهل في دينه؛ لأنه يؤثر عليه، لا سيما الزوجة مع زوجها، إذا كان زوجها فاسد الأخلاق، منحرفًا عن الدين، فإنه يؤثر عليها وعلى ذريتها، فبعدها عنه، وخلاصها منه هذا فيه فرج لها، وفيه خير لها إن شاء الله، ويعوِّضها الله خيرًا منه، وهذا مما يؤكد على أولياء النساء أن يختاروا لهن الأزواج الصالحين، وأن يبتعدوا عن الأزواج الفساق، وسيئي الأخلاق؛ لأنهم يؤثِّرون عليهن في دينهن وفي حياتهن.

وأما القطيعة التي ترتَّبت على ذلك فهي أمر سيئ، فلا ينبغي أن تُقَاطِعُوا قرابتكم وأن تُقَطِّعوا أرحامكم، بل عليكم بصلة الرحم، والإحسان إلى الأقارب، وهذا الرجل إن كان تاب إلى الله، وترك ما 


الشرح