الصبر على أذى الجار
سؤال:
لي جار مدمن خمر ويؤذيني بلسانه، وبعض الأوقات يكون معي طيب
جدًّا، وفي نفس الوقت يخاصمني ويقوم بكيدي، فماذا أفعل له وهو جاري؟ أفيدونا جزاكم
الله كل خير.
الجواب:
لا شك أن الجار له حق في الإسلام، وقد أوصى الله جل وعلا
بالإحسان إلى الجار. قال تعالى: {وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ
وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ
وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا﴾
[النساء: 36].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ» ([1])، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
فالجار
لا شكَّ أن له حقًّا على مُجَاوِره بالإحسان إليه.
أما ما ذكرت من أن جاركم يتعاطى الكبائر من الذنوب، وأنه يشرب الخمر، فالواجب عليكم مناصحتُه والإنكار عليه، وتخويفه بالله عز وجل وموعظته، وإخباره أنه ما دام يؤمن بالله واليوم الآخر، فإنه يجب عليه أن يتوب إلى الله من هذه المعاصي والموبقات والكبائر، فيجب عليكم مناصحته وتذكيره، لعل الله أن يهديه بسببكم، فله حق عليكم ويتأكَّد هذا بكونه جارًا لكم، فالواجب عليكم أن تناصحوه وأن تعظوه وتذكِّروه فإذا أصر ولم يتب فإنك تهجره في الله، بأن تترك كلامه ومجالسته حتى يتوب إلى الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد