قضاء دَيْن الميِّت من الزكاة
سؤال:
تُوُفِّي شخص وعليه دَيْنٌ، ولم يُخَلِّف ما يسدِّد هذا الدَّيْن،
فهل يجوز قضاء دينه من الزكاة أم لا؟
الجواب:
لا شك أن قضاء الدَّيْن عن الميِّت أمر مشروع وفيه إحسان
إلى الميِّت، وفكٌّ لرهانه، وإبراءٌ لذمته، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام
إذا أُتِي بالميِّت ليصلِّيَ عليه يسأل: «هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟» فإن أُخْبِرَ
أَنَّ عليه دَيْنًا تأَخَّر عن الصلاة، وقال: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» ([1])،
وفي بعض المرات تحمل الدَّيْن عن الميِّت بعض الصحابة فصلى عليه النبي صلى الله عليه
وسلم، وحث هذا الصحابي على أداء الدين الذي التزم أداءه إلى أن أداه، ودعا له الرسول
صلى الله عليه وسلم على عمله هذا، وقال: «الآنَ بَرَّدْتَ عَلَيْهِ جِلْدَهُ»
([2])،
يعني الميِّت.
فلمَّا
وسَّع الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، صار يتحمَّل الدين عن الميِّت الذي ليس له
وفاء ويصلِّي عليه، فدلَّ هذا على مشروعيَّة قضاء الدين عن الميِّت.
أما قضاؤه من الزكاة فمحلُّ خلاف بين أهل العلم؛ لأن الله سبحانه وتعالى، بيَّن مصارف الزكاة للأصناف الثمانية فيقتصر على ما بيَّنه الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز الزيادة عليها، وقضاء الدين عن الميِّت، لا يدخل فيما يظهر، وهذا أحد القولين لأهل العلم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2289).
الصفحة 1 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد