×
مجموع الفتاوى الجزء الثاني

 الوفاء بالوعد

سؤال: طلبت والدتي منِّي مبلغًا من المال تضعه مساهمة في بناء مسجد يقام بقريتنا ولم يكن عندي في ذلك الوقت المال الزائد عن حاجتي حتى أُلَبِّيَ طلبها، فوعدتُها مستقبلاً أن أعطيها إن شاء الله، ثم سافرت إلى خارج بلدي لطلب الرزق الحلال، وفي هذه الأثناء قدَّر الله على والدتي بمرض تُوُفِّيَتْ على إثره، فهل يبقى ذلك الوعد منِّي لها دينًا في ذِمَّتي وعليَّ أن أدفع ما وعدْتُها به إلى ذلك المسجد المعيَّن أم يجوز ولو لغيره من المساجد التي تحتاج إلى مال، أم أنه لا يبقى ذلك الوعد دينًا في ذمتي وبالتالي أكون معافى منه؟

الجواب: نعم يجب عليك، أو ينبغي لك ويتأكَّد عليك أن تَفِيَ بوعدك، وأن تدفع هذه الدراهم في المسجد الذي ترغب والدتك أن تدفعها فيه، وقد وعدتها بذلك، فمن برِّها والإحسان إليها أن تُنَفِّذ هذا الوعد؛ لعل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله وأن ينفعها به، وهذا من برِّها ومن الإحسان إليها؛ فإن كان المسجد الذي تريده الوالدة قد استغنى وتم تكاليفه فإنك تدفعه في مسجد آخر، لكن كما ذكرنا لا ينبغي لك أن تفرط في هذا الوعد، وأن لا تدفع هذه الدراهم بل ينبغي لك ويتأكد في حقِّك أن تنفِّذ هذا الوعد برًّا بوالدتك.

***


الشرح