×
مجموع الفتاوى الجزء الثاني

 من مُنْكَرات حفلات الزواج

سؤال: أنا شابٌّ متمسِّك بديني والحمد لله، وقد قرَّرت الزواج من فتاة، ولكن أهلها وقت الخِطْبة أقاموا حفلاً كبيرًا، وأحضروا فرقًا غنائيةً، وحدث في هذا الحفل ما يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف، وكان ذلك على غير إرادتي، فقد حذَّرْتُهم من ذلك، ولم أساهم معهم في شيء من تكاليف ذلك الحفل، ولكنني أخشى أن يتكرر هذا في يوم الزفاف، ولذلك فقد حذَّرتهم من مثل ذلك، ووصل الأمر إلى فسخ النكاح، فهل أنا على حق في إصراري هذا؟ حتى لو أدَّى إلى الطلاق أم لا؟ وما هي نصيحتكم إلى مثل هؤلاء الذين يسرفون في حفلات الزواج ويخسرون المبالغ الطائلة فيما لا فائدة منه، بل قد يجنون منه الإثم والغضب من الله؟

الجواب: أولاً: نشكر السائل على غَيْرَتِه لدينه، وعلى إنكاره المنكر، ونرجو أن يُثِيبَه الله، وأن يثبِّته على إنكار المنكر، ولا شك أن إقامة هذه الحفلات عند العقد، أو عند الدخول أنها مخالفة لما جاءت به الشريعة من تيسير الزواج، وتخفيف مئونته، والإعانة عليه بكل الوسائل الممكنة، فهذه الحفلات إذا خلت من المنكر فهي إثقال لكاهل الزوج وإسراف وتبذير، أما إذا اشتملت على منكر، وعلى أغانٍ كما ذكر السائل، أو ربما على اختلاط بين الرجال والنساء، ومنكرات، فهذه جريمة أخرى، ومنكر آخر.

الحاصل: أنه لا يجوز إقامة مثل هذه الحفلات؛ لما فيها من الإسراف والتبذير، وعرقلة الزواج بالنفقات الباهظة، ولما فيها أيضًا من


الشرح