×
مجموع الفتاوى الجزء الثاني

 تحديد النسل

سؤال: ما حكم الشرع في تحديد النسل، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب: طلب الذرية والنسل أمر مشروع؛ وذلك لتكثير عدد الأمة، والنبي صلى الله عليه وسلم حثَّ على تزوُّج الوَدُود الوَلُود وقال: «إِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُْمَمَ» ([1]).

فطَلَبُ النَّسْلِ أمر مشروع للمسلمين، وينبغي العناية به والتشجيع عليه.

أما تحديد النسل فهذه دَسِيسَةٌ خبيثة دَسَّها علينا أعداء الإسلام، يريدون بذلك إضعاف المسلمين وتقليل عددهم، فتحديد النسل لا يجوز في الإسلام، وهو ممنوع لأنه يتنافى مع المقصد الشرعي وهو تكثير أفراد الأمة وتكثير الأعضاء العاملين في المجتمع، وتعطيل للطاقة التي خلقها الله سبحانه وتعالى لعمارة هذا الكون، فالنسل مطلوب، وبه تحصل مصالح للأفراد وللجماعات، وللأمة، فهذه الفكرة، فكرة تحديد النسل، فكرة مدسوسة على المسلمين، وربما أنها أَثَّرَت على بعض المُغَفَّلِين، أو ضِعَاف الإيمان، فتأثروا بها، فالواجب عليهم أن يَمْحُوا هذه الفكرة من أنفسهم، وأن يطلبوا النسل، ويُكْثِروا منه، والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، وكثرة النسل يأتي معه الخير؛ لأن الله لا يخلق نفسًا إلا ويخلق رزقها، ويُيَسِّر ما تقوم به مصالحها، والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، فالذين يشكون أو يهددون بالأزمات الاقتصادية، وأن كثرة السكان يترتَّب عليها الشح في الأقوات وفي الأرزاق، هذا كله من وحي الشيطان وأعوان الشيطان الذين لا يؤمنون بالله، وبتقدير الله.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (2050)، والنسائي رقم (3227)، والحاكم رقم (2685).