ويقول:
{وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي
هِيَ أَحۡسَنُ﴾ [العنكبوت: 46]، أما إذا كان
الجدال لغير بيان الحق ودحض الباطل؛ فإن المسلم منهي عنه، في كل أحواله، ولا سيما في
حالة الإحرام.
هذا
ملخَّص معنى الآية الكريمة.
وأما
قوله: {لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ﴾ [الحج: 28] فهذا جزء من قوله تعالى: {وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا
وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧ لِّيَشۡهَدُواْ
مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ
مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ
ٱلۡفَقِيرَ ٢٨﴾ [الحج: 27، 28] يبين الله سبحانه
وتعالى الحكمة في مشروعية الحج، وهي ليشهد المسلمون منافع، أي: ليحضروا هذه المنافع
في الحج وهي منافع دينية ومنافع دنيوية، ولم يحدِّد الله سبحانه وتعالى لأنها كثيرة،
وهذا دليل على أن الحج فيه خيرات كثيرة، ومنافع عظيمة للمؤمن في دينه ودنياه.
وأما
قوله صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ عَرَفَةُ» ([1])
فمعناه: أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم
من أركان الحج، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»
([2])؛
لأن الدعاء من أنواع العبادة.
وليس معنى ذلك، أن الوقوف بعرفة هو الحج كله، بل هناك أعمال أخرى للحج وأركان وواجبات في الحج وسنن، ولكن هذا من باب بيان أهمية الوقوف بعرفة وأنه هو الركن الأعظم من أركان الحج، والله أعلم.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1949)، والنسائي رقم (3044)، وأحمد رقم (18773).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد