لياليه، فلا شك أنها قد مرَّت به
ليلة القدر، ولا شك أن من شهد ليلة القدر له من الأجر بحسب نيَّته واجتهاده وتوفيق
الله له.
فليلة
القدر لها ميزة؛ لأنه شرع لنا فيها الاجتهاد في العبادة، والدعاء، والذكر، وتحريها
بخلاف ليلة الإسراء، فهذه لم يطلب منا أن نتحراها، ولا أن نَخُصَّها بشيء من العبادات،
وبهذا يظهر أن هؤلاء الذين يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج أنهم مُبْتَدِعَة، جاءوا
بما لم يشرعه الله، ولم يشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن النبي صلى الله عليه
وسلم يحتفل كل سنة بمرور ليلة من الليالي يقول إن هذه هي ليلة الإسراء وليلة المعراج،
كما كان يفعله هؤلاء المُخَرِّفُون المُبْتَدِعة الذين اتَّخذوا دينهم طقوسًا ومناسبات
بِدْعِيَّة، وتركوا السُّنَن وتركوا الشرائع الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فهذا مما يجب الانتباه له، وبيانه للناس، وأن الله شرع لنا الاجتهاد في ليلة القدر،
وتحرِّيها، والتقرُّب إليه فيها كل سنة؛ بخلاف ليلة الإسراء والمعراج، فلم يشرع لنا
أن نتحراها، ولا أن نخصَّها بشيء، وأيضًا هي لم تبين لنا في أي شهر أو في أي ليلة،
بخلاف ليلة القدر فإنها في رمضان بلا شك، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا
محمد.
***
الصفحة 3 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد