التلفظ بالنية
سؤال:
نحن في بلادنا نعرف أن كل عبادة لا بد لها من نية فلذلك لا
بد قبل الشروع في الصلاة من التلفظ بالنية، فإذا كان هذا غير جائز أو بدعة فما معنى
الحديث: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» ([1])؟.
الجواب:
نعم كل عمل يحتاج إلى نية، للحديث الذي ذكرته أن الرسول صلى
الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ
امْرِئٍ مَا نَوَى» ([2])،
ولكن ليس معنى هذا أن تتلفَّظ بالنية، معنى هذا: أن تعتقد بقلبك، وتنوي بقلبك أداء
العمل لله عز وجل، ويكفي هذا، فالنية محلها القلب، وليس محلها اللسان، والتلفظ بها
بدعة؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين وأصحابه والقرون
المفضَّلة أنهم كانوا يتلفَّظُون بالنية، وإنما النية محلها القلب، والله تعالى يقول:
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ
يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ
عَلِيمٞ﴾ [الحجرات: 16]، فإذا نَوَيْتَ
بقلبك وقَصَدْتَ بقلبك، فالله يعلم ذلك، ولا يحتاج إلى أن تتلَفَّظ بلسانك.
***
([1])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).
الصفحة 3 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد