×
مجموع الفتاوى الجزء الثاني

أما إذا أقام هذه السرادقات وهذه المآتم فهذا يدل على أنه لم يصبر وأنه في حالة جزع، يحتاج إلى من يأتي ويجلس عنده، ويمضي الوقت للتسلية.

فالذي نوصي به وننصح به المسلمين، أن يبتعدوا عن مثل هذه الأمور وهذه العادات السيئة، وهذه البدع المنكرة، وهذه المآتم التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي هي مَشْغَلة للوقت ومَضْيَعة للمال ومَجْلَبَة للمُنْكَرات ولا خير فيها بحالٍ من الأحوال، لا للأحياء ولا للأموات، فالأحياء تعطل عليهم وقتهم، وتستنفذ أموالهم، وتشغلهم بالبدع، والأموات لا فائدة لهم من هذه المآتم وهذه الحفلات.

أما العزاء المشروع فهو الدعاء للميت، بدون إقامة مأتم، يدعى له، كل مسلم يدعو لأخيه الميت، بدون اجتماع، يدعو له بمفرده وبأي مكان يدعو للميت، عند قبره، أو في بيته، أو في أي مكان، وإذا تقبل الله الدعاء، يصل للميت بدون عناء وبدون كلفة.

وأما صنعة الطعام لأهل الميت وإعطاؤه لهم؛ ليستعينوا به في حالة انشغالهم عن صنع الطعام في بيتهم فهذا شيء طيِّب، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن يُصْنَع طعام ويُهْدَى لأهل الميِّت، إذا كان هذا مقتصرًا على أهل الميت فقط، أما أن يهدى طعام للحفل هذا، أو للسرادقات فهذا لا يجوز؛ لأنه تشجيع على إقامة المآتم، إنما يعمل طعام خاصٌّ بأهل الميت فقط لا للمجتمعين الذين يجتمعون في هذا المآتم؛ لأن هذا فيه مساعدة لهم على إحياء البدع.

***


الشرح