المشروع
في حق النبي صلى الله عليه وسلم محبته أكثر من محبة النفس والأهل والمال، والناس بأجمعهم،
والمشروع الصلاة والسلام عليه كما أمر الله جل وعلا بذلك، بأن نصلي ونسلم عليه، وذلك
يصل إليه أينما كنا، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ
صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» ([1]).
وكذلك
سؤال الله له الوسيلة والفضيلة بعد فراغ المؤذِّن، هذا قد أمر به وشرعه النبي صلى الله
عليه وسلم وحثَّ عليه، فما ورد به الدليل من الصلاة والسلام عليه وسؤال الله له الوسيلة
والفضيلة، هذا نعمله.
أما
الفاتحة وقراءتها، أو قراءة شيء من القرآن، أو إهداء شيء من الثواب، لم يرد دليل به،
فهذا من البدع؛ لما ذكرنا من أن الأمر توقيفي والعبادات توقيفية.
وثانيًا:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم في غنى عن ذلك لأن ما تقبله الله من طاعتنا فإن الرسول
صلى الله عليه وسلم يناله من الثواب مثل ثوابنا؛ لأن من دعا إلى هدى فله من الأجر مثل
أجور أتباعه، والله أعلم.
***
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804)، والبيهقي في الشعب رقم (3865).
الصفحة 2 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد