أيضًا
إقامة المولد، أو إقامة الاحتفال بالمولد النبوي صلى الله عليه وسلم هذا ممنوع من ناحية
أخرى؛ لأنه تشبه بالنصارى الذين يحتفلون بمولد المسيح عليه السلام، والنبي صلى الله
عليه وسلم قال: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا
أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([1])،
والاحتفال بالمولد مَدْعَاة للإطراء والغُلُوِّ في حق النبي صلى الله عليه وسلم كما
هو حاصل؛ فإن هذه الموالد الغالب أنها تشتمل على الشرك وعلى الغلو في حق النبي صلى
الله عليه وسلم، وإنشاد الأشعار الشِّرْكِيَّة التي فيها الاستغاثة بالرسول ودعاء الرسول
كقصيدة البُرْدَة وغيرها التي فيها من الشرك الأكبر الشيء الكثير والعياذ بالله، مثل
قوله:
يَا
أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ |
|
سِوَاكَ
عِنْدَ حُلُولِ الْحَادِثِ الْعَمِمِ |
ومثل
قولهم:
فَإِنَّ
مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا |
|
وَمِنْ
عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ |
فجعل
النبي صلى الله عليه وسلم هو الملاذ، وهو المعاذ في الشدائد، والدنيا والآخرة من جوده
صلى الله عليه وسلم، وجعل علم اللوح المحفوظ والقلم الذي كتب الله به المقادير، بعض
علم النبي صلى الله عليه وسلم، وما أشد هذا الغُلُوِّ، وهذا الإفراط والعياذ بالله،
فالدنيا والآخرة ملك لله سبحانه وتعالى، والعياذ بالله سبحانه وتعالى، لا يُعَاذ بمخلوق،
وإنما يُعَاذ بالله سبحانه وتعالى، لا سيما عند الشدائد والكربات.
الاحتفال بالمولد النبوي من البدع المُحْدَثات المُنْكَرات التي جاءت بعد انقضاء القرون المفضَّلة، وفيه تشبه بأهل الكتاب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([2])، فالنصارى هم الذين يحتفلون
([1])أخرجه: البخاري رقم (3445).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد