×
مجموع الفتاوى الجزء الثاني

سؤال: هل يشترط أن تكون نِيَّة الصيام قبل الفجر من كل ليلة من رمضان، أم تكفي نية واحدة لكل الشهر، وما حكم من تلفَّظ بها في كل ليلة من ليالي شهر رمضان؟

الجواب: النية شرط من شروط صحة العبادة من صيام وغيره، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1])، وكل عبادة من العبادات لا تصح إلا بنية، ومن ذلك الصيام، فإنه لا يصح إلا بنية لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلاَ صِيَامَ لَهُ» ([2])، فالنية للصيام مُشْتَرَطَة، وصيام الفرض لا بد أن ينويه من الليل قبل طلوع الفجر، ويجب عليه أن ينوي لكل يوم نية جديدة؛ لأن كل يوم عبادة مستقلَّة تحتاج إلى نية متجدِّدة بتجدُّد الأيام لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([3])، وكل يوم من رمضان فإنه عبادة مستقلَّة، يجب أن تُخَصَّ بنية، ولا تكفي النية التي من أول الشهر، إلا إذا جدَّدها كل ليلة، استذكرها كل ليلة وعزم عليها.

أما النطق بالنية فإنه أمر غير مشروع، فالتلفُّظ بها بِدْعَة؛ لأن النية من أعمال القلوب والمقاصد التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ولم يَرِدْ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتلفَّظ بالنية يقول: اللهم إني نويت أن أصوم، أو نويت أن أصلي، أو نويت كذا وكذا، إنما ورد هذا عند الإحرام بالحج والعمرة، أن يقول المسلم: أريد الإحرام بالعمرة، أو أريد الإحرام بالحج، وكذلك عند ذبح الهَدْي أو الأُضْحية، ورد أنه يتلفَّظ


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2454)، والنسائي رقم (2334)، وأحمد رقم (26457).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).