عند
ذبحها، ويقول: اللهم هذه عن فلان بن فلان فتقبَّل منِّي إنك أنت السميع العليم، في
هذين المَوْطِنَيْنِ فقط، مَوْطِن الإحرام بالنُّسُك ومَوْطِن الذبيحة التي يتقرَّب
بها إلى الله بأُضْحِية أو هَدْي تَمَتُّع أو قِرَان، أو غير ذلك، فإنه يتلفَّظ عند
ذلك، أما ما عدا ذلك من العبادات فالتلفظ بالنية بدعة، سواءً كان في الصيام أو الصلاة
أو بغير ذلك؛ لأنه لم يَرِدْ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلفَّظ في شيء من هذه
الأحوال بالنية، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])،
وقال عليه الصلاة والسلام: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ
مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ» ([2])،
والتلفُّظ بالنية عند الصلاة أو عند الصيام، أو عند غيرهما من العبادات، هذا لم يفعله
الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به، ويكون بدعة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ
يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ
عَلِيمٞ﴾ [الحجرات: 16].
والله
جل وعلا أنكر على الذين تلفَّظُوا، في قوله تعالى: {قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ
وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا﴾
[الحجرات: 14]، إلى أن قال جل وعلا: {قُلۡ
أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [الحجرات:
16].
والتَّلَفُّظ بالنية هذا معناه أن الإنسان يُخْبِر ربَّه عز وجل أنه نوى له كذا وكذا، وقد نهى الله عن ذلك، وأنكر على من فعله.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد