الحكمة من مشروعية الصيام
سؤال:
ما الحكمة من مشروعيَّة الصيام؟ وكم صام النبي صلى الله عليه
وسلم ؟ وما معنى: «أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ» ([1])؟
وهل هذا حديث: «صُومُوا تَصِحُّوا» ([2])؟
الجواب:
أمَّا الحكمة من مشروعيَّة الصيام.
فالصيام
فيه حِكَم عظيمة منها قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن
قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾
[البقرة: 183]، فبيَّن سبحانه وتعالى أن الصيام سبب لحصول التقوى، والتقوى مَزِيَّة
عظيمة، وهي جماع الخير، فالصائم يكتسب التقوى، والصيام يجلب التقوى للعبد في أنه إذا
صام فإنه يتربَّى على العبادة ويتروَّض على المشقَّة، وعلى ترك المألوف وعلى ترك الشهوات،
وينتصر على نفسه الأمَّارة بالسوء، ويبتعد عنه الشيطان وبهذا تحصل له التقوى، وهي فعل
أوامر الله عز وجل، وترك نواهيه طلبًا لثوابه وخوفًا من عقابه، فهذا من أعظم المزايا
أن الصيام يسبب للعبد تقوى الله سبحانه وتعالى، والتقوى هي جماع الخير وهي أمُّ البرِّ،
وهي التي علَّق الله عليها خيرات كثيرة، وكرَّر الأمر بها في كتابه، وأثنى على أهلها،
ووعد عليها بالخير الكثير، وأخبر أنه يحبُّ المُتَّقين.
ومن فوائد الصيام: أنه كما ذكرنا يربِّي الإنسان على ترك مألوفه تقرُّبًا إلى الله سبحانه وتعالى، ولهذا يقول الله جل وعلا: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّهُ تَرَكَ
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2367)، وابن ماجه رقم (1680)، وأحمد رقم (22371).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد