شَهْوَتَهُ
وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي» ([1])،
فهذا فيه امتحان للصائم في أنه ترك شهواته وملذوذاته ومحبوباته تقرُّبًا إلى الله سبحانه
وتعالى، آثَرَ ما يحبُّه اللهُ تعالى على ما تحبُّه نفسُه، وهذا أبلغ أنواع التعبُّد،
هذا من أعظم فوائد الصيام.
وكذلك
الصيام يعوِّد الإنسان على الإحسان وعلى الشفقة على أهل الحاجة والفقراء؛ لأنه إذا
ذاق طعم الجوع وطعم العطش؛ فإن ذلك يرقِّق قلبه ويُلَيِّن شعوره لإخوانه المحتاجين.
والصيام
فُرِضَ في السنة الثانية من الهجرة وصام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات؛ لأنه
عاش في المدينة عشر سنوات والصيام فُرِضَ في السنة الثانية منها، فيكون عليه الصلاة
والسلام قد صام تسع رمضانات ومعنى: «أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ» ([2])
معناه: أنه يَفْسُد صيام الحاجم الذي يَمَصُّ الدم بالقرم والمجمه القَرْن والمِحْجَم،
ويفطر المحجوم الذي سُحِبَ منه الدم، فالاثنان أفطرا، الحاجم الذي استخرج الدم بواسطة
آلته، والمحجوم الذي سحب منه هذا الدم.
أما
المحجوم فلخروج الدم الكثير منه، لذلك أفطر؛ لأنه سحب منه كمية من الدم، وهذه الكمية
تضعفه وتضعف بدنه، ولا يتحمل الصيام.
والحاجم أفطر لأنه مَظِنَّة أن يتطاير إلى حَلْقه شيء من الدم إذا مص القرن، والمَظِنَّة تنزل منزلة الحقيقة، فأفطر الحاجم من أجل ذلك وسدًّا للذريعة، هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ» ([3])، بمعنى: أن كلًّا منهما فَسَدَ صيامه.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1904)، ومسلم رقم (1151).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد