يُسَنُّ عِتْقُ مَنْ لَهُ كَسْبٌ وَيُكْرَهُ لِمَنْ لا قُوَّةَ
لَهُ، وَلا كَسْبٌ، وَلا تَصِحُّ الوَصِيَّةُ بِهِ بَل تَعْليقُهُ بِالمَوْتِ
وَهُوَ التَّدْبِير، وَتُسَنُّ كِتَابَة مَنْ عَلمَ فِيهِ خَيْرًا، وَهُوَ الكَسْب
وَالأمَانَةُ وَتُكْرَهُ لَمنْ لا كَسْبَ لَهُ.
****
وَقَالَ عز وجل
حاثًّا عَلَى العِتْق: ﴿وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ ١٢ فَكُّ رَقَبَةٍ ١٣ أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي
مَسۡغَبَةٖ﴾ [البلد: 12- 14]، فجعل فك الرَّقَبَة وَهُوَ عتقها من اقتحام العَقَبَة
الَّتِي فِيهَا مَشَقَّة عَلَى النُّفُوس وَفِيهَا أَجر عَظِيم، فالعتق من أفضل
العِبَادَات، وآكد الطَّاعَات، وفِي الحَدِيث: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً
مُسْلِمَةً، أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ، حَتَّى
فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ» ([1]).
أسباب العِتْق
أولاً: التَّطَوُّع
به: «يُسَنُّ عِتْقُ مَنْ لَهُ كَسْبٌ وَيُكْرَهُ لِمَنْ لا قُوَّةَ لَهُ»
العِتْق تارة يَكُون سُنة وتارة يَكُون واجبًا، وَهُوَ عبَادَة وطاعة لله عز وجل،
لَكِن يستحب أن يَكُون العَتِيق لَهُ كسب حَتَّى يستطيع أن يكتسب ويغني نفسه عَن
النَّاس، أَمَّا إعتاق العَاجِز الَّذِي لا يقدر عَلَى الكَسْبِ فَهَذَا لَيْسَ
فيه فضل لأنه يصبح عالة عَلَى النَّاس ولا يكتسب لِنَفْسِهِ.
ثَانِيًا: التَّدْبِير، «وَلا تَصِحُّ الوَصِيَّةُ بِهِ بَل تَعْليقُهُ بِالمَوْتِ وَهُوَ التَّدْبِير» أي لا يَصِحّ أن يوصي بِالعِتْقِ بعد مَوْته لأن المَمْلُوك بعد موت سيده يخرج من ملكه ويكون لِلْوَرَثَةِ لَكِن يَصِحّ تدبيره،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد