بَاب
النَّفَقَاتِ
وَعَلَى زَوْج نَفَقَة زَوْجَته من
مَأكُولٍ، وَمَشْرُوبٍ، وَكِسْوَةٍ، وَسُكْنَى بالَمْعرُوفِ.
****
قَوْله: «بَاب النَّفَقَاتِ» النفقات:
جمع نَفَقَة، وَهِيَ مَؤُونَة من تلزمه مؤونته من طَعَام وشراب وكسوة ومسكن، وَهِيَ
ثَلاَثَة أنواع: نَفَقَة الزَّوْجَات، ونفقة الأَقَارِب، ونفقة المَمَالِيك من
الآدميين والبهائم.
أولاً: نفقات الزَّوْجَات: «وَعَلَى زَوْج نَفَقَة زَوْجَته من مَأكُولٍ، وَمَشْرُوبٍ، وَكِسْوَةٍ، وَسُكْنَى بالَمْعرُوفِ» بدأ بنفقة الزَّوْجَات؛ لأن الزَّوْجَة مَحْبُوسَة عَلَى زَوْجهَا، والله أوجب عَلَى الزَّوْج نَفَقَة زَوْجَته، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡۚ﴾ [النساء: 34]، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» ([1]) فلو كَانَت المَرْأَة عِنْدَهَا أَمْوَال طائلة فَإِنَّهَا تجب نفقتها عَلَى زَوْجهَا، بحكم الزَّوْجِيَّة، وَذَلِكَ بتوفير: المأكول والمشروب والكسوة والمسكن، ويكون مِقْدَار ذَلِكَ بالمعروف: أي بما تعارف عَلَيْهِ النَّاس كل وقت بحسبه، والنفقة لها أعلى ولها أَدْنَى ولها مُتَوَسِّط، فالأعلى الموسرة تَحْتَ الموسر فينفق عَلَيْهَا ما يَلِيق بالموسر والموسرة من طَعَام وشراب وفراش ومسكن عَلَى أعلى ما يَكُون، وَأَدْنَاهَا فَقِيرَة مَعَ فقير لها أَدْنَى ما يكفيها من هَذِهِ الأُمُور، والمتوسطة
الصفحة 1 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد