فصلٌ: الصَّيْد مُبَاح
****
الصَّيْد: ما لا يقدر عَلَى إمساكه، من
الضباء والأرانب وغير ذَلِكَ، فجعل الله سبحانه وتعالى اصطيادها يقوم مقام
الذَّكَاة؛ بِشُرُوط يأتي بيانها فإن أمسكه وَفِيهِ حياة مستقرة فَلاَ بُدَّ من ذَكَاته،
أَمَّا إِذا مَاتَ بالاصطياد، أو أمسكه وَفِيهِ حياة غير مستقرة؛ فَهَذَا اصطياده
يقوم مقام ذَكَاته.
والصيد: مصدر صاد يصيد
صيدًا، ويطلق الصَّيْد عَلَى المصيد وَعَلَى الفِعْل، والاصطياد مُبَاح لِقَوْلِهِ
سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡتُلُواْ ٱلصَّيۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمٞۚ﴾ [المائدة: 95]،
وَقَوْله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا حَلَلۡتُمۡ فَٱصۡطَادُواْۚ﴾ [المائدة: 2]،
وَالأَحَادِيث الواردة فِي هَذَا كَثِيرَة.
فالصيد مُبَاح كما
قَالَ المُؤَلِّف، وَهُوَ من أطيب المآكل لأنه لا شُبْهَة فيه، وَلَيْسَ فيه ظلم
لأحد، فَهُوَ من أطيب الأَطْعِمَة، وَلَكِن لا ينبغي لِلإِْنْسَان أن يستغرق وقته
فِي الصَّيْد دَائِمًا بل يَكُون ذَلِكَ أَحْيَانا فِي فترات؛ لأن من تبع الصَّيْد
لَهَى كما فِي الحَدِيث ([1])؛ فيَلْهُو عَن طاعة
الله وعن الأَعْمَال الصَّالِحَة.
والصيد عَلَى
قِسْمَيْنِ:
القِسْم الأَوَّل: وَهُوَ ما لا يعيش
إلاَّ فِي البرّ.
القِسْم الثَّانِي: صيد البَحْر وَهُوَ ما لا يعيش إلاَّ فِي البَحْر؛ قَالَ الله سبحانه وتعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ صَيۡدُ ٱلۡبَحۡرِ وَطَعَامُهُۥ مَتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِلسَّيَّارَةِۖ﴾ [المائدة: 96].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد