فصل:
أصول المسائل سبعة.
****
حساب الفَرَائِض
·
لما انتهى من بَيَان أَحْكَام الفَرَائِض
انْتَقَلَ إِلَى حساب الفَرَائِض؛ لأن علم الفَرَائِض يتكون من شيئين:
أولاً: مَعْرِفَة أحكامها
من أَرْكَان الإرث وشروطه وأسبابه وموانعه، وأنواع الوَرَثَة من أَصْحَاب الفروض
والعصبة ثُمَّ مَعْرِفَة الحجب وَهُوَ أهم شَيْء فِي علم الفَرَائِض؛ لأن الحجب
يتَرَتَّب عَلَى معرفته إعطاء المستحقِّين ومنع غير المستحقِّين.
ثَانِيًا: يأتي بعد ذَلِكَ
مَعْرِفَة كيف تعطي أَصْحَاب هَذِهِ الحُقُوق حقوقَهم، وَمَا هِيَ الطَّرِيقَة
الَّتِي تتوصل بها إِلَى فرز الأنصبة وإعطاء كل ذِي حَقّ حَقّه، وَهَذَا ما
يُسَمَّى بحساب الفَرَائِض، وَهُوَ تأصيل المسائل وتصحيحها.
فالتأصيل تَحْصِيل
أَقَلّ عدد يخرج منهُ فرض المَسْأَلَة أو فروضها بدون كسر، والتصحيح هُوَ تَحْصِيل
أَقَلّ عدد ينقسم عَلَى الوَرَثَة بدون كسر، وَهِيَ طَرِيقَة حسابية تحتاج إِلَى
مران وحذق، والتأصيل تتكون منهُ أصول المسائل؛ وَلِهَذَا قَالَ: «أصول المسائل
سبعة»؛ لأن الفروض المقدرة سِتَّة فروض: النِّصْف، والربع، والثمن، والثلثان،
والثلث، والسدس، وكل فرض من هَذِهِ الفروض لَهُ مخرج، ومخرج كل فرض من سميه إلاَّ
النِّصْف فمخرجه من اثْنَيْنِ والربع من أَرْبَعَة والثمن من ثَمَانِيَة والثلثان
والثلث من ثَلاَثَة، والسدس من سِتَّة.
الصفحة 1 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد