وَعَلَيْهِ العَدْل بَين
متحاكمين، فِي لفظه ولحظه ومجلسه، وَدُخُول عَلَيْهِ.
وحرم القَضَاء وَهُوَ غضبان
كَثِيرًا، أو حاقن أو فِي شدة جوعٍ أو عطشٍ، أو هَم، أو مللٍ، أو كسلٍ، أو نعاسٍ،
أو بردٍ مؤلمٍ، أو حَرٍّ مزعج، وَقَبُول رشوةٍ وهديةٍ من غير من كَانَ يهاديه قبل
وِلاَيَته ولا حكومة لَهُ.
****
ما يسنُّ توفره فِي القَاضِي من الصِّفَات
أولاً: «سُنَّ كَوْنه
قويًّا بلا عنف»؛ لأجل إنصاف المظلوم وقمع الظَّالِم وَتَكُون قوته بلا عنف
لئلا يهابه الضَّعِيف.
ثَانِيًا: يَكُون «لينًا
بلا ضعف» لئلا يطمع فيه المبطل.
ثَالِثًا: أن يَكُون حليمًا
لأنه سيتعرض لكَلاَم الخُصُوم، وَرُبَّمَا يسمع كَلاَمًا جارحًا فَلاَ يغضب عِنْدَ
ذَلِكَ ويحيف.
رابعًا: يستحب فيه
التَّأَنِّي وَعَدَم العَجَلَة لأنه إِذا استعجل فِي الحُكْم ربما يخطئ، فيتأمل
قبل أن يحكم ويتريث، يتأكد ثُمَّ يحكم بعد ذَلِكَ.
خامسًا: وأن يَكُون فطنًا
لا مغفلاً؛ لأن المغفل لا ينتبه لكَلاَم الخَصْم ولحن الخُصُوم.
سادسًا: يَكُون عفيفًا فِي
أيدي النَّاس فَلاَ يستميله الغَنِيّ طمعًا فِي غناه.
أي: عَلَى القَاضِي «العَدْل بَين متحاكمين» ترافعا إِلَيْهِ، «وفي لفظه» أي: كَلاَمه لَهُمَا، «ولحظه» أي: ملاحظته، «أو مجلسه» بأن يجلسهما أمامه فَلاَ يجلس أَحَدهمَا بجانبه والآخر أمامه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد