فصل:
وللقصاص أَرْبَعَة شُرُوط:
****
القصاص مَعْنَاه: أن يفْعَل بالجاني
مِثْل ما فعل بالمجني عَلَيْهِ، وَهَذَا هُوَ العَدْل، قَالَ عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ﴾ [البقرة: 178]،
وَقَالَ الله عز وجل: ﴿وَلَكُمۡ
فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 179]،
وَقَالَ عز وجل عَن التَّوْرَاة: ﴿وَكَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ
وَٱلۡعَيۡنَ بِٱلۡعَيۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ
وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصٞۚ﴾ [المائدة: 45]،
فَفِي هَذِهِ الآيَة وُجُوب القصاص فِي النَّفْس وَمَا دونها.
وَهَذَا لأجل حماية
الأَنْفُس المعصومة من الاِعْتِدَاء عَلَيْهَا، وَهَذَا من الضَّرُورَات الخَمْس
الَّتِي جَاءَت الشرائع بحفظها ومنها حفظ النَّفْس، فالقصاص عدل من الله عز وجل،
وَفِيهِ ردع للمعتدي وحماية لِلنَّاسِ، وتثبيت للأمن والاستقرار.
فما من أمة ينفذ
فِيهَا القصاص إلاَّ ويستتبُّ فِيهَا الأَمْن، وتحقن فِيهَا الدِّمَاء، ويستريح
النَّاس تَحْتَ ظلّ العَدْل، وَمَا من أمة تضع القصاص وتعتاض عَنْهُ بالمال أو
بالحبس طول الحَيَاة أو ما أَشْبَه ذَلِكَ إلاَّ ويضيع فِيهَا الأَمْن، ويتلاعب
المتلاعبون بالمجتمع.
فالقصاص عدل ورحمة من الله عز وجل، والجاني معتد وَلاَ يَجُوز الرَّحْمَة به، لِمَاذَا لا يرحم المجني عَلَيْهِ، لِمَاذَا يرحم الجَانِي المعتدي الظَّالِم، ولا يرحم المجني عَلَيْهِ، هَذَا من انعكاس الفِطْر، فَلاَ يَجُوزُ تعطيل القصاص إِذا طالب به أهله وتوفَّرت شروطه، حَتَّى يأمن المجتمع.
الصفحة 1 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد