×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثالث

فصل

وَعَاقِلةُ جَانٍ ذُكُور عُصْبَتِهِ نَسَبًا وَوَلاءً، لا عَقْل عَلَى فَقِيرٍ، وَغَيْرِ مُكَلفٍ، وَمُخَالفٍ دِينَ جانٍ، وَلا تَحْمِلُ عَمْدًا، وَلا عَبْدًا، وَلا صُلْحًا وَلا اعْتِرَافًا، وَلا مَا دُونَ ثُلُث الدِّيَة.

****

بَيَان العَاقِلَة وَمَا تحمله

أولاً: تعريف العَاقِلَة: قَوْله: «وَعَاقِلةُ جَانٍ ذُكُور عُصْبَتِهِ نَسَبًا وَوَلاءً» سموا عاقلة لأَِنَّهُم يتحملون العَقْل وَهُوَ الدِّيَة عَلَى قدر استطاعتهم، بأن يوزعها القَاضِي عَلَيْهِمْ لأَِنَّهُم لو مَاتَ لورثوه، فَكَذَلِكَ إِذا صَارَ عَلَيْهِ جِنَايَة خَطَأ فإنهم يتحملون غرم جِنَايَته؛ لأن الغُنْم بالغُرْم، فكَمَا أَنَّهُم يرثونه فإنهم يتحملون ديته، هَذِهِ بِتِلْكَ، وَهَذَا عدل من الله عز وجل.

وفي هَذَا تضامن لأن المخطئ معذور وَلَمْ يتعمد الجِنَايَة، فلو حملناه الدِّيَات لأجحف ذَلِكَ به لأن الخَطَأ يكثر، وأيضًا إِذا عرفت العَاقِلَة أنها تحمل الدِّيَة فَإِنَّهَا تحجز صَاحبهَا عَن التهور والمخاطرات لئلا يحمِّلها غرامات.

وعاقلته ذُكُور عصبته: يخرج عصبته من الإِنَاث، وهن العصبَة بِالغَيْرِ والعصبة مَعَ الغَيْر.

ويدخل فِي العَاقِلَة عصبته بالولاء لأن المعتق يَرِث العَتِيق إِذَا لَمْ يَكُن لَهُ عصبة من النَّسَب، فيتحمل جِنَايَة العَتِيق، إِذ جنى.


الشرح