×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثالث

لا يُبَاح حيوانٌ يعيش فِي البرّ غير جرادٍ ونحوه إلا بذكاةٍ.

****

الذَّكَاة

الحَيَوَان البرِّيّ الَّذِي يُبَاح أكله نوعان:

الأَوَّل: مقدور عَلَيْهِ، فَلاَ يُبَاح إلاَّ بذكاة.

الثَّانِي: غير مقدور عَلَيْهِ، فَلاَ يُبَاح إلاَّ باصطياد.

قَوْله: «لا يُبَاح حيوانٌ يعيش فِي البرّ غير جرادٍ ونحوه إلاَّ بذكاةٍ» من شُرُوط حل الحَيَوَان البرِّيّ الذَّكَاة، والذكاة فِي اللُّغَة: هِيَ تَمَام الشَّيْء، والذكاة فِي الشَّرْع: ذبح أو نحر الحَيَوَان المأكول البرِّيّ بقطع حلقومه ومريئه أو عقر ممتنع فَلاَ يُبَاح حيوان يعيش فِي البرّ إلاَّ بذكاة.

قَالَ الله سبحانه وتعالى: ﴿حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ [المائدة: 3]، فاستثنى ما ذُكِّيَ فيحل، وَمَا لم يذك فإنه لا يحل لأنه ميتة، إلاَّ شَيْئًا وَاحِدًا وَهُوَ الجَرَاد، فإنه يحل بدون ذَكَاة لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ: فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ» ([1]) ، فميتة الجَرَاد تؤكل.


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (3314)، وأحمد رقم (5723)، والبيهقي رقم (1197).