وقُطَّاع الطَّرِيق أنواع: فمن
منهُمْ قتل مكافئًا أو غَيره كولدٍ وَأخذ المَال، قُتل ثُمَّ صُلِب مكافئٌ حَتَّى
يشتهر، ومن قتل فَقَط قتل حتمًا ولا صلب، ومن أخذ المَال فَقَط قطعت يَده اليمنى
ثُمَّ رجله اليسرى فِي مقامٍ واحدٍ وحسمتا وخلي. وإن أَخَاف السَّبِيل فَقَط نفي وشرد،
وشرط ثُبُوت ذَلِكَ بِبَيِّنَة أو إقرارٍ مَرَّتَيْنِ، وحرزٍ ونصابٍ.
****
النَّوْع الخَامِس: حَدّ
قطاع الطَّرِيق:
قَوْله: «وَقُطَّاعُ
الطَّرِيق َأنْوَاعٌ» قطاع الطَّرِيق: هُم الَّذِينَ يعرضون لِلنَّاسِ
فِي الصَّحْرَاء أو البنيان فيغصبوهم المَال عَلَى سَبِيل المجاهرة، وتهديد
السِّلاَح، لا عَلَى سَبِيل السَّرِقَة خفية.
فهم معتدون عَلَى الأَمْن، وَالنَّاس فِي حَاجَة إِلَى الأَمْن فِي بيوتهم، والأمن فِي السُّبُل بَين البُلْدَان والأسفار والمواصلات؛ فالذين يعرضون لَهُم فِي طَرِيقهم وبيوتهم حكم الله عَلَيْهِمْ بِحَدّ رادع، قَالَ جل جلاله: ﴿إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبۡلِ أَن تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهِمۡۖ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [المائدة: 33، 34].
الصفحة 1 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد