كِتَاب
النِّكَاح
****
قَوْله: «كِتَاب
النِّكَاح»، النِّكَاح فِي اللُّغَة: هُوَ الاِجْتِمَاع، يُقَال تناكحت
الأَشْجَار إِذا الْتفت بَعْضهَا بِبَعْض، وتناكحت الرِّمَاح إِذا اختلطت وتشابكت،
هَذَا فِي اللُّغَة.
وَأَمَّا فِي
الشَّرْع: فالنكاح عقد الزَّوْجِيَّة الصَّحِيح، ثُمَّ اخْتَلَفُوا هَل يطلق عَلَى
العَقْد، أو يطلق عَلَى الجِمَاع، وَالصَّحِيح أنه يطلق عَلَى الاِثْنَيْنِ.
وَالنِّكَاح
ضَرُورَة بشرية لبقاء النسل ولقضاء الوطر، وللقيام عَلَى الزَّوْجَة، يأنس بها
الزَّوْج ويسكن إِلَيْهَا، فالنكاح فيه مصَالِح عَظِيمَة، وَهُوَ من سنة
الأَنْبِيَاء - عَلَيْهِمُ الصَّلاَة وَالسَّلاَم -، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ
أَزۡوَٰجٗا وَذُرِّيَّةٗۚ﴾ [الرعد: 38].
فالرسل لَهُم
أَزْوَاج وَلَهُم ذَرَارِيّ - عَلَيْهِمُ الصَّلاَة وَالسَّلاَم -، فَهُوَ من سنة
الأَنْبِيَاء والله خلق آدَم وخلق زَوْجه منهُ، وَهِيَ حواء، وجعل منهُمَا بني
آدَم، فالنكاح ضَرُورَة للحياة لبقاء النسل، ولحماية الفروج من السِّفَّاح، ولمصالح
الزَّوْجَيْنِ بَعْضهم بِبَعْض، ولتتكون الأُسْرَة.
فالنكاح هُوَ أَوَّل أساس الأُسْرَة، وبذلك يكثر عدد المُسْلِمِينَ، وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُْمَمَ» ([1])، وَلِذَلِكَ شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2050)، والنسائي رقم (3227)، والحاكم رقم (2685).
الصفحة 4 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد