أذْهب جماله، والآن
كَثِير من الرِّجَال يحلقون لحاهم باختيارهم لأَِنَّهُم يتشبهون بِالكُفَّارِ
ويتشبهون بِالنِّسَاءِ، وَهَذَا فعل محرم وجناية عَلَى نفسه.
ثَانِيًا: وفي «حاجب
نصفهَا، وهدب ربعها، وشارب حكومة» يَجِب فِي الحَاجِب الوَاحِد نصف الدِّيَة،
وفي أهداب العَيْنَيْنِ الأَرْبَعَة فِي كل واحد ربع الدِّيَة.
ثَالِثًا: أَمَّا شعر
الشَّارِب إِذا أذهبه بصفة لا يعود فَفِيهِ حكومة، بِمَعْنَى أن الحَاكِم يقدِّر
ما يجب فيه.
فيقال لو كَانَ
هَذَا الحرّ رقيقًا وجنى عَلَى شاربه جانٍ وَلَمْ يعلم كم تَكُون قيمته، فيقال -
مثلاً - قيمته عَشَرَة آلاف، ثُمَّ يُقَال: ولو كَانَ سليمًا فقيمته خَمْسَةَ
عَشَرَ ألفًا، إِذن يَجِب فِي الشَّارِب خمسة آلاف وَهِيَ: الفَرْقُ بَيْنَ
القيمتين.
وَمَا عَاد من
هَذِهِ الشعور الأَرْبَعَة عَلَى حَاله سقط ما فيه من الضَّمَان.
تنبيه: عرفنا أن فِي شعر الحاجبين الدِّيَة لما فِيهِمَا من كَمَال الخِلْقَة والجمال فَمَا بَال بَعْض النِّسَاء تعتدي عَلَى حاجبيها بالنمص تقليدًا للكافرات، وَقَد «لَعَنَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، النَّامِصَةَ وَالْمُتَنَمِّصَةَ» ([1])، وَهَذَا يدل عَلَى أن هَذَا العَمَل كَبِيرَة من كبائر الذّنُوب لترتيب اللعنة عَلَى فعله، فلتتنبه من ابتليت بذلك وتتب إِلَى الله.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5933).
الصفحة 2 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد