قَالَ صلى الله عليه
وسلم: «وَلاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، وَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ
بِالله» ([1])لأن الحَلِف
تَعْظِيم للمحلوف به.
وَالتَّعْظِيم
عبَادَة لا تَكُون إلاَّ لله، وَلِذَلِكَ عدَّه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من
الشِّرْك، لَكِنَّهُ لَيْسَ من الشِّرْك الأَكْبَر وَإِنَّمَا من الشِّرْك
الأَصْغَر.
وَكَذَلِكَ نهى
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم عَن الحَلِف بِالأَمَانَةِ ([2])، وَلِهَذَا قَالَ المُؤَلِّف:
«تحرم بِغَيْر الله، أو صِفَة من صفاته» تحرم اليَمِين بِغَيْر الله كما لو
حلف بِأَبِيهِ أو بِأُمِّهِ أو بِالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وكثير من
الجُهَّال يَقُولُونَ وَالنَّبِيّ هَذَا يجري بِكَثْرَة عَلَى ألسنتهم لأَِنَّهُم
لم يتعلموا التَّوْحِيد فيبقوا عَلَى العادات.
وَقَوْله: «أو صِفَة من
صفاته» أي: بِاسْم من أسمائه كالعزيز والرحيم والرحمن، أو بصفة من صفاته كعلمه
أو كَلاَمه أو بِالقُرْآنِ والسورة الفلانية، هَذَا لا بأس به؛ لأن كَلاَمه من
صفاته سبحانه وتعالى.
هَذَا بِالنِّسْبَةِ للمخلوقين لا يحلفون بِغَيْر الله أَمَّا الله عز وجل فإنه يحلف بما شَاءَ من خلقه، ولا يحلف إلاَّ بِشَيْءٍ لَهُ شَأْن، لِذَلِكَ حلف بالضحى، والليل إِذا سجى، وحلف بالشمس وضحاها والقمر إِذا تلاها؛ لأن هَذِهِ أَشْيَاء من مخلوقاته العَظِيمَة لينبه النَّاس عَلَى عظمتها وعظمة خالقها.
([1])أخرجه: البخاري رقم (7401).
الصفحة 2 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد