يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ﴾ [البقرة: 270]،
وَقَوْله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ
نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ» ([1]).
لَكِن يشترط فِي
الناذر أن يَكُون مكلفًا، يَعْنِي بالغًا عاقلاً، فإن كَانَ صغيرًا فإنه لا ينعقد
نذره، وَكَذَلِكَ لو كَانَ غير عاقل؛ فَهَذَا لا يَصِحّ نذره لعدم وجود القَصْد
وَالنِّيَّة، وَأصل الدُّخُول فِي النَّذْر مكروه؛ لأن الإِنْسَان فِي عافية فَلاَ
يلزم نفسه شَيْء قَد يعجز عَنْهُ أو يشق عَلَيْهِ، لَكِن يفْعَل الخَيْر بدون نذر،
فيكون فِي سعة إن شَاءَ فعل، وإن شَاءَ ترك.
أَمَّا إِذا نذر
فإنه يلزمه الوَفَاء وَقَد يشق عَلَيْهِ، وَلِهَذَا جَاءَ عَن ابْن عمر عَن
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه نهى عَن النَّذْر، وَقَالَ: «إِنَّهُ لاَ
يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ» ([2])بَعْض النَّاس يظن
أنه إِذا نذر حَصَلَ عَلَى ما يُرِيد، كَأَنْ يَقُولَ: إِذا شفى الله مريضي لأصومن
شهرًا، يظن أن النَّذْر يشفي المريض، وَالنَّذْر لا يأتي بخير ولا يدفع شرًّا، بل
يأتي بإحراج لِلإِْنْسَان لأنه يلزم نفسه بِشَيْءٍ ثُمَّ يعجز عَنْهُ أو يشق
عَلَيْهِ.
وَلِذَلِكَ نجدهم
ينذرون، ثُمَّ إِذا نذروا وجاء التنفيذ أخذُوا يراوغون ويسألون العُلَمَاء
يُرِيدُونَ المخرج من النَّذْر.
ولا علاقة لِحُصُول الغَرَض بِالنَّذْرِ، فبدله يَدْعُو الله أن يشفي مريضه، أو عالجه بِالأَدْوِيَةِ النافعة والأسباب المباحة، أَمَّا النَّذْر فَلَيْسَ سَبَبًا فِي
([1])أخرجه: البخاري رقم (6696).
الصفحة 2 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد