كِتَاب
العِتْق
****
قَالَ: «كِتَاب العِتْق»، أي العِتْق من
الرِّقّ، والرِّقُّ هُوَ كما عرَّفه العُلَمَاء: عَجْز حُكْمي يقوم بِالإِنْسَانِ
سببه الكفر، فالأصل فِي الإِنْسَان أنه حر، وَلاَ يَجُوز استرقاقه بِغَيْر حكم
شرعي، وَلاَ يَجُوز بيعه وأكل ثمنه، وَذَلِكَ من الكبائر وفاعله من الَّذِينَ لا يكلمهم
الله ولا ينظر إِلَيْهِمْ يَوْم القِيَامَة ولا يزكيهم، ومن الَّذِينَ يَكُون الله
خصمهم يَوْم القِيَامَة، كما فِي الحَدِيث: «قَالَ الله: ثَلاَثَةٌ أَنَا
خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ
حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ
وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ» ([1])؛ لأن الأَصْل فِي
الإِنْسَان الحرية وَهُوَ عبدٌ لله سبحانه وتعالى، خلقه لِعِبَادَتِهِ، وَقَد شرع
الله الجِهَاد فِي سبيله لأجل رد النَّاس إِلَى عبَادَة الله الَّتِي خلقوا من أجلها
كما قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، فمن
أشرك بالله وكفر بالله وجب جهاده وقتاله من قبل ولي أمر المُسْلِمِينَ حَتَّى يدخل
فِي الإِسْلاَم أو يدفع الجِزْيَة ويكون تَحْتَ حكم الإِسْلاَم يدفع الجِزْيَة
وَهُوَ صاغر.
عَلَى خِلاَف بَين العُلَمَاء هَل هَذَا خَاصّ بِأَهْل الكتاب، أم عام لجميع الكفرة، وَالصَّحِيح أنه عام فتؤخذ الجِزْيَة من كل كافر أَبَى أن يسلم بعد الاستيلاء عَلَيْهِ فِي القِتَال؛ وَذَلِكَ لقمع الكفر، فالمقاتلة من الكُفَّار إمَّا أن يدخلوا فِي الإِسْلاَم أو يدفعوا الجِزْيَة ويدخلوا تَحْتَ حكم الإِسْلاَم، أَمَّا الَّذِينَ لا يقاتلون المُسْلِمِينَ كالنساء والأطفال وكبار السّنّ، فهؤلاء
([1])أخرجه: البخاري رقم (2227).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد