لا يقتلون وَلَكِن يسترقون، فيكونون فِي حكم
الأَمْوَال الَّتِي تُبَاع وتشترى عُقُوبَة لَهُم لما أبوا أن يرجعوا إِلَى عبودية
الله عز وجل فالله عاقبهم بالرق.
وَإِذَا ثَبت
الرِّقّ فَلاَ يرتفع إلاَّ بِالعِتْقِ، فالذين ينكرون الرِّقّ فِي الإِسْلاَم من
جَهَلة الكُتَّاب ينكرون حكمًا شَرْعِيًّا دل عَلَيْهِ الكتاب والسنة وَإِجْمَاع
الأمة.
والعتق من أفضل
الطَّاعَات، وأفضل القربات لأنَّ اللهَ يحب العِتْق، فَهُوَ قربة عَظِيمَة، وجعله
الله من جُمْلَة الكَفَّارَات، مِثْل كَفَّارَة القَتْل الخَطَأ قَالَ سبحانه
وتعالى: ﴿وَمَا
كَانَ لِمُؤۡمِنٍ أَن يَقۡتُلَ مُؤۡمِنًا إِلَّا خَطَٔٗاۚ وَمَن قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَٔٗا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦٓ﴾ [النساء: 92]،
وَكَذَلِكَ قتل المعاهد فيه الدِّيَة وَفِيهِ الكَفَّارَة، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن كَانَ مِن قَوۡمِۢ
بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞ فَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ وَتَحۡرِيرُ
رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ﴾ [النساء: 92].
وجعله الله فِي
كَفَّارَة الظِّهَار، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا
قَالُواْ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مِّن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۚ﴾ [المجادلة: 3]،
فجعل أَوَّل خصال كَفَّارَة الظِّهَار العِتْق، ثُمَّ من بَعْدِه الصِّيَام شهرين،
ثُمَّ من بَعْدِه الإِطْعَام، وَكَذَلِكَ كَفَّارَة الجِمَاع فِي رمضان مِثْل
كَفَّارَة الظِّهَار فِيهَا العِتْق.
وجعله الله فِي كَفَّارَة
اليَمِين: ﴿لَايُؤَاخِذُكُمُ
ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ
ٱلۡأَيۡمَٰنَۖ فَكَفَّٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا
تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ﴾ [المائدة: 89]، يَعْنِي العِتْق، هَذَا مِمَّا يدل عَلَى فضيلة العِتْق،
أَنَّ اللهَ جعله من جُمْلَة خصال الكَفَّارَات.
الصفحة 5 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد