×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثالث

قَالَ عِمْرَانُ: فَكَأَنِّي أَرَاهَا الآْنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ ([1]) وَهَذَا تأديب لَهُ، وَهُوَ دَلِيل عَلَى أنه لاَ يَجُوز لعن البَهَائِم.

سادسًا: يحرم عَلَيْهِ فِي البَهِيمَة «ضرب وجه، ووسْم فيه، ويجوز فِي غَيره لغرض صَحِيح» أي يحرم عَلَيْهِ ضرب وجه الدَّابَّة، والوسم فِي الوَجْه؛ لأن الوَجْه مجمع الحواس، وَأَمَّا الوسم فِي غير الوَجْه فَلا بأس به لِكَيْ تعرف أنها لِفُلاَن أو للقبيلة الفلانية، وَكَذَلِكَ يَجُوز ضرب البَهِيمَة فِي غير الوَجْه لغرض صَحِيح وبقدر الحَاجَة.

تنبيه: انْظُرُوا - رعاكم الله - إِلَى محاسن الإِسْلاَم وَمَا أوجب من الإِحْسَان نحو الفقراء والأرقاء والبهائم مِمَّا لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي نظم البشر وَمَا يُسَمُّونَهُ حُقُوق الإِنْسَان وجمعيات الرِّفْق بالحيوان، وقارنوا بَين ذَلِكَ وَمَا يفعله الكُفَّار من الظُّلم والتدمير والتشريد للشعوب الإِسْلاَمِيَّة والشعوب المستضعفة رغم ما يتبجَّحون به من الإنسانية، إنه لَيْسَ سوى الإِسْلاَم منقذًا للبشرية كما قَالَ الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ [الأنبياء: 107]، وَقَد قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ» ([2])، وَأخْبر صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ، فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَا فَغُفِرَ لَهَا» ([3]).

*****


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2595).

([2])أخرجه: البخاري رقم (3318)، ومسلم رقم (2242).

([3])أخرجه: مسلم رقم (2245).