مخزومية سرقت، فشق
ذَلِكَ عَلَى قرابتها فَجَاءُوا إِلَى أسامة بْن زَيْد؛ قَالُوا: كلَّم لَنَا
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فكلَّمه فغضب عَلَيْهِ، مَعَ أنه يحبه، ويحب
أَبَاه، غضب عَلَيْهِ أشد الغَضَب وَقَالَ: «أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ
اللَّهِ»، ثُمَّ خَطَبَ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ الحَدِيثَ المَشْهُور: «إِنَّمَا
أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ
الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ
الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ
يَدَهَا» ([1]).
فالحدود لاَ يَجُوز التهاون
فِيهَا، ولا تأخيرها، لاَ بُدَّ من تنفيذها فِي الحَال إذا ثبت حَتَّى تنقطع
الجريمة، ويأمن المجتمع، ويلقى المجرم جزاءه، وَهِيَ عدل من الله سبحانه وتعالى،
وَلِهَذَا لما اعترض بَعْض الملاحدة بِقَوْلِهِ:
يَد بخَمسٍ مِئينَ عَسجَدٍ ودِيَت *** ما بالُها قُطِعَت فِي رُبعِ
دِينَارِ
فردَّ عَلَيْهِ
أَحَد المُسْلِمِينَ بِقَوْلِهِ:
عِزُّ الأَمَانَة أغلاها وأرخصها *** ذُلّ الخِيَانَة فافهم حكمة البَارِي
وَقَالَ آخر:
لما كَانَت أمينة كَانَت ثمينة *** فَلَمَّا خانت هَانَت
([1])أخرجه: البخاري رقم (3475)، ومسلم رقم (1688).
الصفحة 7 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد