×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثالث

فالحدود لَيْسَ فِيهَا هَوَادَة، ولا فِيهَا شفاعات، ولا فِيهَا وساطات، ولا تستبدل بالعقوبات المَالِيَّة ولا بالسجن ولو مدى الحَيَاة.

فالحدود فِيهَا رَحْمَة وَفِيهَا خير لِلنَّاسِ، أَمَّا الَّذِينَ يَقُولُونَ من الكُفَّار والملاحدة، أو الملاحدة المُنْتَسِبين للإسلام؛ يَقُولُونَ: الحُدُود فِيهَا قسوة، وَفِيهَا غلظة، والإسلام دين الرَّحْمَة ودين التسامح، ولا يصلح إِقَامَة الحُدُود فِي هَذَا الزَّمَان؛ لأَِنَّهَا تقام دوليًّا؛ فَهَذَا من كَلاَم الكفر، وَهُوَ اعتراض عَلَى الله سبحانه وتعالى.

فالحدود لَيْسَ فِيهَا قسوة، وَإِنَّمَا فِيهَا رَحْمَة، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 179]، وكيف يرحم الجَانِي والفاجر المعتدي، ولا يرحم المجني عَلَيْهِ إِنَّمَا الرَّحْمَة فِي إِقَامَة الحَدّ، إِذا قطعت يَد سلمت أيدٍ كَثِيرَة، وَإِذَا عطل حَدّ السَّرِقَة ضَاعَت الأَمْوَال، وضاع الأَمْن، وتجرأ السُّرَّاق.

فَهَذِهِ الحُدُود فِيهَا رَحْمَة من الله سبحانه وتعالى لعباده، حَتَّى المعاهدون والمستأمنون من الكُفَّار يعيشون فِي الأَمْن والرحمة، تَحْتَ عدل الإِسْلاَم ورحمته، فالحدود رَحْمَة وليست قسوة، والحدود فِيهَا حماية للمجتمع أفرادًا وجماعات، فِيهَا رَحْمَة لِلْمُسْلِمِينَ، وغير المُسْلِمِينَ وَالَّذِي شرعها هُوَ أرْحَم الرَّاحِمِينَ.

فالقسوة إِنَّمَا هِيَ فِي تعطيل الحُدُود، وليست القسوة فِي إِقَامَة الحُدُود، وَلاَ يَجُوز لأحد أن يتدخل ويشفع للمحدود؛ لأن أسامة بْن زَيْد رضي الله عنه وعَنْ أَبِيهِ أَرَادَ أن يشفع عِنْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي قطع يَد امرأة


الشرح