بالمُسْلِمِينَ، وَإِذَا أقيمت هَذِهِ الحُدُود
عاش النَّاس فِي أمن واستقرار، وَإِذَا عطلت أو عطل شَيْء منهَا عاش المجتمع فِي
قلق وفوضى، وسفك للدماء ونهب للأموال، وإفساد لِلأْعْرَاضِ.
فَهَذِهِ الحُدُود
من رَحْمَة الله بعباده، وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «حَدٌّ يُقَامُ
فِي الأَْرْضِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُمْطَرَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا»([1]) لأن الأَرْض
إِنَّمَا تصلح بالدين كما تصلح بالمطر، كما قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي
ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا﴾ [الأعراف: 56]، فالأرض إِنَّمَا تصلح بِإِقَامَة
الحُدُود، وَالمُحَافظَة عَلَى الدّين، والأمر بالمعروف وَالنَّهْي عَن
الْمُنْكَر، وتفسد الأَرْض إِذا انتهكت الحُدُود وعطلت الأَحْكَام الشرعية، نسأل
الله العَافِيَة.
وَلاَ يَجُوز التسامح والتساهل فِي الحُدُود، إِذا ثَبَتَت فَلاَ بُدَّ من إقامتها، ولا يدخلها عفو، ولا وساطة، بل لاَ بُدَّ من إقامتها، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «تَعَافُّوا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ»([2])وَقَالَ: «إِذَا بَلَغَتْ الْحُدُود السُّلْطَانَ فَلَعَنَ اللَّهُ الشَّافِعَ وَالْمُشَفِّعَ»([3])وَقَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا»([4]).
([1])أخرجه: أحمد رقم (8738)، وابن حبان رقم (4398)، والبيهقي في الشعب رقم (6996).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد