×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثالث

وَيَجِبُ التَّعْزِير فِي كُل مَعْصِيَة لا حَدّ فِيهَا وَلا كَفَّارَة، وَمَرْجِعُهُ إِلَى اجْتِهَاد الإِمَام.

****

قَوْله: «وَيُعَزَّرُ بِنَحْوِ: يَا كَافِرٌ...» إِلَى آخِرِهِ، أي: يؤدب من نطق بِهَذِهِ الأَلْفَاظ البذيئة لما فِي ذَلِكَ من التنقص والإساءة والسب.

التَّعْزِير

قَوْله: «وَيَجِبُ التَّعْزِير فِي كُل مَعْصِيَة لا حَدّ فِيهَا وَلا كَفَّارَة» التَّعْزِير يطلق وَيُرَاد به التَّوْقِير والاحترامم كما قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا [الفتح: 9]، وَقَالَ الله سبحانه وتعالى: ﴿فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [الأعراف: 157] وَقَوْل الله سبحانه وتعالى: ﴿وَءَامَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرۡتُمُوهُمۡ [المائدة: 12].

ويطلق وَيُرَاد به التَّأْدِيب وَهُوَ المراد هُنَا، فَيَجِب التَّعْزِير فِي كل مَعْصِيَة، لا حَدّ فِيهَا أي لم يقدَّر فِيهَا الحَدّ، ولا كَفَّارَة أي لم توجب فِيهَا كَفَّارَة فيؤدب عَلَيْهَا بما يُسَمَّى بِالتَّعْزِيرِ.

وَقَوْله: «وَمَرْجِعُهُ إِلَى اجْتِهَاد الإِمَام» أي تَحْدِيد التَّعْزِير يرجع فيه إِلَى اجْتِهَاد الحَاكِم، بما يراه رادعًا لِلْعَاصِي، وَهُوَ يختلف باختلاف المخالفات، وَقَد يصل إِلَى القَتْل.


الشرح