شُبْهَة يظنونها حجة
لَهُم، وَهِيَ تأويل خاطئ، وإن كَانَ أصلها صَحِيح وَلَكِنَّهُ فِي غير مَحَلّه؛ لأن
الخارجين عَن قبضة الإِمَام ثَلاَث فرق:
الفرْقَة الأُولَى: الخَوَارِج،
وهم الَّذِينَ يكفرون المُسْلِمِينَ بالكبائر الَّتِي دون الشِّرْك، ويستحلون
دماءهم وأموالهم، ويخرجون عَن طاعة ولي أمر المُسْلِمِينَ وَقَد أمر النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم بقتلهم، ووعد من قتلهم بِالأَجْرِ العَظِيم دفعًا لشرهم. وَلَهُم
تأويل غير سائغ.
فَإِذَا كَانُوا
يكفِّرون المُسْلِمِينَ وَلَكِنَّهُم لم يحملوا سلاحًا، وَإِنَّمَا يحملون هَذَا
الفكر الخَبِيث، فهؤلاء يسمون القعدة، فهؤلاء يناصحون ويتركون لأنه لم يحصل منهُمْ
الاِعْتِدَاء، أَمَّا إِذا حملوا السِّلاَح عَلَى المُسْلِمِينَ فإنه يَجِب عَلَى
ولي الأَمْر أن يقاتلهم.
وَلَكِن لا يقاتلهم
حَتَّى يرسل إِلَيْهِمْ من يسألهم عَن سبب فعلهم هَذَا، فإن ذَكَرُوا مظلمة أَزَالَهَا،
وإن لم يذكروا مظلمة وَإِنَّمَا اعتدوا عَلَى الفكر المنحرف، فإنه يقاتلهم.
وَقَد وصفهم
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بأنهم يقاتلون أهل الإِيمَان، ويتركون أهل
الأَوْثَان، وَقَد أرْسل عَلِيٌّ رضي الله عنه إِلَيْهِمْ لما اجْتَمعُوا فِي
حروراء، ابْن عمه عَبْد اللهِ بْن عَبَّاس، حبر الأمة فناظرهم وَرَجَعَ منهُمْ
أَرْبَعَة آلاف، والبقية أصروا فقاتلهم عَلِيّ رضي الله عنه فِي النهروان، حَتَّى
قتلهم شر قتلة، وتحقق فيه ما وعد به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم من حُصُول الأَجْر
العَظِيم عَلَى قتلهم.
القِسْم الثَّانِي: البغاة، وهم أخفُّ من الخَوَارِج، وهم الَّذِينَ يزعمون أَنَّهُم يأمرون بالمعروف وينهون عَن الْمُنْكَر، فيخرجون عَلَى الإِمَام إِذا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد