×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثالث

ويجب قَتله، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» ([1])، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ» ([2]).

وَقَد قَتل الصَّحَابَةُ جَمَاعَةً من المُرْتَدّين، وَأَجْمَع العُلَمَاء عَلَى قتل المُرْتَدّ، وَقَد ظهر الآنَ من أَهْلِ الضَّلاَل والجهال من يَقُول لا رِدَّة، وَالنَّاس أَحْرَار، ولا يقتل الإِنْسَان من أجل أنه ارتد؛ لأن لَهُ حرية الرَّأْي، والله جل جلاله يَقُول: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ [البقرة: 256]، فيضعون الآيَة في غير مَوْضِعهَا؛ لأن قَوْله: ﴿لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ مَعْنَاه أَنَّنَا لا نجبر أحدًا عَلَى أن يدخل فِي الإِسْلاَم.

وَإِنَّمَا يدخل الإِنْسَان فِي الإِسْلاَم عَن رَغْبَة؛ وطواعية، وَنَحْنُ لا نملك هِدَايَة قلبه، هَذَا شَيْء لا يملكه إلاَّ الله، وحتى لو دَخَلَ مكرهًا فإنه لم يدخل دُخُولاً صَحِيحًا، أَمَّا قتل المُرْتَدّ فَلَيْسَ لأجل إكراهه عَلَى الإِسْلاَم، وَإِنَّمَا هُوَ لأجل حماية الدّين من التلاعب؛ لأنه عرفه واقتنع به ثُمَّ ارتد بعدما عرفه فيصبح قدوة لغيره.

فَهُوَ دَخَلَ فِي الإِسْلاَم عَن مَعْرِفَة وعن اقتناع وأقرَّ أنه حَقّ فَلَيْسَ لَهُ عذر، فيقتل لأجل حماية الشَّرِيعَة وحماية الدّين من التلاعب بِذَلِكَ، كما قَالَ الله عَن جَمَاعَة من اليهود: ﴿وَقَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3017).

([2])أخرجه: البخاري رقم (6878)، ومسلم رقم (1676).