ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ
لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [آل عمران: 72]، يَعْنِي لأجل أن يتبعكم ناس من
المُسْلِمِينَ.
فالذي يدخل فِي
الإِسْلاَم عَن اقتناع وعن مَعْرِفَة ثُمَّ يرتد عَنْهُ لا يقر عَلَى ذَلِكَ، يل
يُحمى الدّين منهُ، ومن إفساده.
من هُوَ المُرْتَدّ؟
بينه المُؤَلِّف
بِقَوْلِهِ: «مَن كَفَر طَوعًا، ولو مميزًا بعد إِسْلاَمه» فَقَوْله «من كفر
طوعًا» أَمَّا البَاقِي عَلَى كفره فَهَذَا يُقَال لَهُ كافر أصلي، وَقَوْله:
«طوعًا» يخرج المكره عَلَى قَوْل كَلِمَة الكفر، فإنه لا يرتد إِذا
قَالَهَا دفعًا للإكراه مَعَ بَقَاء الإِيمَان فِي قلبه، قَالَ تَعَالَى: ﴿مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ
بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ
وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٦
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ
وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [النحل: 106، 107].
وَقَوْله: «ولو مميزًا بعد
إِسْلاَمه» يَعْنِي عِنْدَهُ عقل، يعرف به الصَّحِيح من الفاسد، وَكَلِمَة «لو»
تشير إِلَى الخِلاَف؛ لأن القَوْل الثَّانِي أنه لا يجب حَدّ الرِّدَّة إلاَّ
عَلَى البَالِغ، ولعل هَذَا هُوَ القَوْل الصَّحِيح؛ لأن من دون البُلُوغ مرفوع
عَنْهُ القَلَم.
قَوْله: «بعد إِسْلاَمه» أي: ارتد بعد إِسْلاَمه بِخِلاَف من لم يسلم فإنه كافر أصلي.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد