×
إِيضَاحُ العبَارَاتِ فِي شَرْحِ أَخْصَرِ المُختَصَراتِ الجزء الثالث

فصل: وكل طَعَام طَاهِر لا مضرة فيه،

حلال، وَأَصله الحلّ

****

 النَّاس بِحَاجَة إِلَى الأَطْعِمَة، ومعرفة ما يحل منهَا وَمَا يحرم، فديننا - ولله الحَمْد - دين كامل ما ترك شَيْئًا إلاَّ وبيَّنه لِلنَّاسِ، والعلماء يوضِّحون ما جَاءَ فِي الكتاب والسنة، وينظِّمون الأَبْوَاب والمباحث للتيسير عَلَى طلبة العِلْم وَعَلَى النَّاس، فالأطعمة ضَرُورِيَّة لِلنَّاسِ لبقاء حياتهم ومن أجل التلذذ بها والتوسع بها والتفكُّه بها من ناحية أُخْرَى.

ولا شك أن مَعْرِفَة الحَلاَل والحرام من الأَطْعِمَة أمر عَظِيم ومهم؛ لأن الَّذِي يتناول الحَرَام فِي طَعَامه وشرابه لا يستجاب لَهُ دُعَاء كما فِي الحَدِيث الصَّحِيح قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ [البقرة: 172]، وَقَالَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ [المؤمنون: 51]. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِك» ([1])فالذي يَأْكُل الحَرَام لا يستجاب لَهُ دُعَاء حَتَّى فِي حالة رجاء قَبُول الدُّعَاء كالمسافر، وأيضًا يمد يَدَيْهِ افتقارًا إِلَى الله، وأيضًا حالته أشعث أغبر متواضع، وأيضًا يلحُّ ويقول: يا رب، يا رب، هَذِهِ كلها أسباب من


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1015).