أسباب الإِجَابَة،
لَكِن مَعَ هَذَا لا يستجاب لَهُ؛ لأنه يطعم الحَرَام ويشرب الحَرَام ويلبس
الحَرَام.
فَهَذَا أمر مهم
جِدًّا، والله عز وجل حذرنا من أكل الحَرَام، وأمرنا بالاقتصار عَلَى الحَلاَل لأن
فيه غنية ولله الحَمْد، فمن هُنَا تتجلى أَهَمِّية مَعْرِفَة ما يحل من
الأَطْعِمَة وَمَا يحرم منهَا، والأطعمة جمع طَعَام، وَهُوَ ما يطعم من أكل أو
شرب.
وَالأَصْل فِي
الأَطْعِمَة الحلّ، ولا يحرم منهَا إلاَّ ما دل الدَّلِيل عَلَى تَحْرِيمه، قَالَ
سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ
ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا﴾ [البقرة: 29]، فكل ما خلق الله من الأَطْعِمَة الأَصْل فيه الحلّ إلاَّ ما
دل الدَّلِيل عَلَى تَحْرِيمه، أو كَانَ فيه ضَرَر أو كَانَ نجسًا؛ لأنه خبيث،
والله سُبْحَانَهُ قَد أحلّ الطَّيِّبَات وحرم الخَبَائِث.
والطيبات فِيهَا خير
لأَِنَّهَا تغذي الجِسْم تغذية طيبة، وتعين عَلَى طاعة الله، وتسبب قَبُول
الدُّعَاء، إِلَى غير ذَلِكَ من فَوَائِد تناول الحَلاَل من الأَطْعِمَة والأشربة.
فاستعمال الحَرَام
من جَمِيع الوجوه حرام، وَإِنَّمَا نَصّ عَلَى الأَكْل والشرب؛ لأن ذلك غَالِب
وُجُوه الاِنْتِفَاع، إلاَّ فِي حالة الضَّرُورَة الَّتِي تتوقف حياة الإِنْسَان عَلَى
تناول ما يبقي عَلَيْهِ حَيَاته من الحَرَام، فالله عز وجل أَبَاحَ للعبد في
هَذِهِ الحَال ما يبقي عَلَيْهِ حَيَاته، ولا يَكُون حَرَامًا فِي هَذِهِ
الحَالَة، وَمَا عداها فإنه بَاقٍ عَلَى التَّحْرِيم.
قَالَ المُؤَلِّف: «وكلُّ طَعَام فيه حلال وَأَصله الحلّ» هَذِهِ هِيَ القَاعِدَة
الصفحة 4 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد