كِتَاب
القَضَاء
****
القَضَاء فِي
الأَصْل يطلق عَلَى معان؛ يطلق القَضَاء عَلَى الفراغ من الشَّيْء وَاحْكَامه كما
قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿فَقَضَىٰهُنَّ
سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ﴾ [فصلت: 12]، وَقَالَ سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ
ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [النساء: 103]، أي فرغتم منهَا.
ويطلق القَضَاء
عَلَى الأَخْبَار، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ
لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا﴾ [الإسراء: 4]، يَعْنِي أَخْبَرْنَاهُم بأنهم سيحصل منهُمْ هَذَا، ويطلق
القَضَاء عَلَى الأَمْر والإيجاب، كما قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا
تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: 23]، أي أَمَر وأوجب ألاَّ تعبدوا إلاَّ
إِيَّاهُ.
ويطلق القَضَاء
عَلَى الحُكْم بَين المتخاصمين، فَهُوَ تبيين الحُكْم الشَّرْعِيّ مَعَ الإلزام
به، وَأَمَّا الفتوى: فَهِيَ تبيين الحُكْم الشَّرْعِيّ من غير إِلْزَام.
ومنصب القَضَاء منصب
مهم فقد تولاه الأَنْبِيَاء قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم
بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ
ٱللَّهِۚ﴾ [ص: 26]، وَقَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَدَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ إِذۡ يَحۡكُمَانِ فِي ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ
نَفَشَتۡ فِيهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَٰهِدِينَ ٧٨
فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَۚ
وَكُنَّا فَٰعِلِينَ﴾ [الأنبياء: 78، 79].
وَقَالَ الله سبحانه
وتعالى لنبينا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ
أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ
إِلَيۡكَۖ﴾ [المائدة: 49]،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد