ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا
دُعُواْۚ﴾، فَإِذَا طلب منك الشَّهَادَة بما تعلمه فإنه يَجِب عَلَيْك أداؤها لئلا
يضيع الحَقّ.
فأمر الشَّهَادَة
أمر مهم جِدًّا فَلاَ يتساهل فِيهَا لما جَاءَ من الوعيد الشَّدِيد عَلَى من شهد
بِغَيْر الحَقّ، وَعَلَى من امتنع من أدائها قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَكۡتُمُواْ
ٱلشَّهَٰدَةَۚ وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمٞ قَلۡبُهُۥۗ﴾ [البقرة: 283]،
وَشَهَادَة الزُّور من الكبائر، فأمرها مهم جِدًّا، تحملاً وَأَدَاء؛ لأَِنَّهَا
قَد يبنى عَلَيْهَا قتل نفس، أو قَد يبنى عَلَيْهَا قطع طرف، أو يبنى عَلَيْهَا
أخذ حَقّ من صاحبه، وَهِيَ ضَرُورِيَّة للمجتمع، أَمَّا من يتساهل فِيهَا ويشهد
بدون تثبت، أو يشهد وَلَمْ تطلب منهُ الشَّهَادَة، فقد جَاءَ فِي الحَدِيث: «ثُمَّ
يَجِيءُ قَوْمٌ» فِي آخر الزَّمَان، «يَنْذِرُونَ وَلاَ يُوفُونَ،
وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ،
وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ»([1])فَقَوْله: «وَيَشْهَدُونَ
وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ» ذَمّ لَهُم.
ويجب أداؤها مَعَ القُدْرَة عَلَيْهِ؛ وَإِذَا ترتب عَلَى أدائها ضَرَر بأن خاف عَلَى نفسه من المشهود عَلَيْهِ أو خاف عَلَى ماله، فَحِينَئِذٍ يَجُوز لَهُ ألاَّ يشهد دفعًا لِلضَّرَرِ عَن نفسه، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبٞ وَلَا شَهِيدٞۚ﴾ [البقرة: 282].
([1])أخرجه: البخاري رقم (2651)، ومسلم رقم (2535).
الصفحة 5 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد