والله عز وجل
يَقُول: ﴿وَلَيۡسَ
ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ
ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ﴾ [البقرة: 189]،
وَهَذَا عام فِي الأَشْيَاء فالعلم يؤتى من أَبْوَابه، ولا يهجم عَلَيْهِ من
فروعه؛ لأنه إِذا بدأ بالمُختَصَرات، ثُمَّ المتوسطات، ثُمَّ المطولات، وتدرج
فِيهَا شَيْئًا فشيئًا فَهَذَا هُوَ الَّذِي يتعلم تعليمًا صَحِيحًا، وَلِذَلِكَ
تجدون المدارس، والمعاهد، والكليات، جعلت مراحل فِي السنوات الدراسية من أجل
التدرج بالطلاب، لا يأخذون العِلْم فِي سنة وَاحِدَة.
لِذَلِكَ تجدون
المقررات تجدونها متفاوتة، فمقررات الابتدائي غير مقررات المتوسط، ومقررات المتوسط
غير مقررات الثانوي، ومقررات الثانوي غير مقررات الكُلِّيَّة.
كَذَلِكَ طَلَب
العِلْم لا يقتصر عَلَى فنٍّ واحد، كَأن يدرس الفِقْه فَقَط، أو الحَدِيث فَقَط، إِنَّمَا
يدرس العُلُوم الشرعية جَمِيعًا لأن بَعْضهَا مرتبط بِبَعْض فيدرس الأُصُول، ويدرس
التَّفْسِير، ويدرس الحَدِيث، ويدرس الفِقْه، ويدرس التَّوْحِيد، ويدرس أصول
التَّفْسِير، ويدرس المُصْطَلَح، ويدرس النَّحْو، ويدرس اللُّغَة والبلاغة.
لأن هَذِهِ العُلُوم
يرتبط بَعْضهَا بِبَعْض، ويساعد بَعْضهَا بَعْضًا، فَطَالِب العِلْم بفن واحد عَن
الفنون الأُخْرَى، فَهَذِهِ طَرِيقَة أهل العِلْم فِي التَّعْلِيم، ولا مانع بعد
ذَلِكَ أن يتخصص فِي الفَنّ الَّذِي يرغبه.
لَكِن هَذِهِ
الطَّرِيقَة تحتاج إِلَى صبر، وتأنٍ، وَبَعْض الإِخْوَان لا يصبر وَإِذَا لَمْ تأت
العِلْم من أَبْوَابه فإنك تُحرم منهُ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد