فينبغي التنبه لمثل
هَذِهِ الأُمُور، وهذه القضايا، فَهَذِهِ المُختَصَرات ما أُلِّفت عبثًا، إِنَّمَا
أُلِّفت لحكمة عَظِيمَة وتربية حكيمة وَهِيَ تربية الطلاب وتعليمهم بِهَذِهِ
الطَّرِيقَة، ﴿وَلَٰكِن
كُونُواْ رَبَّٰنِيِّۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ
تَدۡرُسُونَ﴾ [آلَ عمران: 79].
فَيَجِب أن نعلم
هَذَا، ونعرف لِمَاذَا أُلِّفت هَذِهِ المُختَصَرات واعتُنِي بها وحُرِّرت؛ لأجل
التدرج بطلبة العِلْم، وتربيتهم عَلَى التدرج والتأني فِي طَلَب العِلْم، والترقي
شَيْئًا فشيئًا، فالعلم لا يمكن أن تصل إِلَى نهايته مهما علمت؛ لأن العِلْم بَحْر
لا ساحل لَهُ: ﴿وَفَوۡقَ
كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ﴾ [يوسف: 76]، لَكِن تأخذ منهُ بقدر، تأخذ منهُ ما
تستطيع، وإلا فلن تحيط بالعلم، ﴿وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [الإسراء: 85]. بَعْض الطلبة الجُهَّال يحتقر هَذِهِ المُختَصَرات ويسخر
منهَا، ويزهد فِيهَا، يَقُول لزملائه: اقرؤوا فِي فتح البَارِي، اقرؤوا فِي كَذَا،
اقرؤوا فِي المطولات، فَهَذَا غرور وجهل وغش لِلنَّاسِ، وخطر، بل إن بَعْضهم
قَالَ: خذوا العِلْم رأسًا من الكتاب والسنة ولا تقلِّدوا غيركم ولا ترجعوا إِلَى
الكتب.
وصلى الله وسلم
عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابه، ومَن تَبِعَهُم
بِإِحْسَانٍ.
*****
الصفحة 4 / 368
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد