وَقَوْله: «أو صِفَة من
صفاته» أي أنكر ونفى صِفَة من صِفَات الله الثَّابِتَة بالكتاب والسنة،
كالجهمية ومن قَالَ بقولهم متعمدًا، أَمَّا من أقر بها وَلَكِنَّهُ أولها بِغَيْر
مَعْنَاهَا، مثلما تأولت الفرْقَة الضَّالَّة فإن هَذَا لا يرتدُّ، وَلَكِن
يُضَلَّل، مِثْل من يَقُول: المراد بالوجه الذَّات، والمراد بِاليَدِ القُوَّة،
والمراد بالرحمة إِرَادَة الإنْعَام.
رابعًا: «أَوْ كِتَابًا»
أي جحد كِتَابًا من كُتُب الله المنزَّلة كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن،
فَهُوَ مُرْتَدّ لأنَّ اللهَ جل جلاله حكم عَلَى من كفر بكتاب واحد فَهُوَ كافر
بكل الكتب، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي
ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ
ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 85]،
وَقَالَ الله سبحانه وتعالى: ﴿كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ﴾ [البقرة: 285].
فَلاَ بُدَّ من
الإِيمَان بجميع الكتب المنزَّلة، وَهَذَا من أصول الإِيمَان، ومن أَرْكَان
الإِيمَان.
خامسًا: «أَوْ رَسُولاً» أي جحد رسولاً من الرُّسُل فقد ارتد لأنه يَجِب الإِيمَان بجميع الرُّسُل، فمن كفر بواحد منهُمْ فَهُوَ كافر بالجميع، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ١٥٠ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا﴾ [النساء: 150، 151]، فَيَجِب الإِيمَان بجميع الرُّسُل، من أولهم إِلَى آخِرهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد