وتجب التَّوْبَة من كل ذَنب، وَهِيَ: إقلاعٌ، وندمٌ، وعزمٌ أن
لا يعود، مَعَ ردِّ مظلمةٍ، لا استحلالٌ من نحو غيبةٍ وقذفٍ.
****
فَهُوَ لا يصدق فِي البَاطِن، قَالَ سبحانه
وتعالى: ﴿وَإِذَا
لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ
شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ﴾ [البقرة: 14]،
فيُقتل إِذا أعلن نفاقه؛ لئلا يفسد بَقِيَّة النَّاس ويصبح دَاعِيَة سوء.
ثَالِثًا: «وَسَاحِر»
وَكَذَلِكَ لا تقبل تَوْبَة السَّاحِر لأن السَّاحِر مُفْسِد فِي الأَرْض، وَقَد
قتل جَمَاعَة من الصَّحَابَة السَّحَرَة وَلَمْ يستتبوهم، منهُمْ: عمر وحفصة
وجندب، قَالَ أَحْمَد: «صَحَّ عَن ثَلاَثَة من الصَّحَابَة»، وذكرهم.
وُجُوب التَّوْبَة من جَمِيع الذّنُوب
قَوْله: «وتجب
التَّوْبَة من كل ذَنب» لأنَّ اللهَ أمر بها كل مذنب قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ
ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ
إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]، والله
يقبل التَّوْبَة إِذا توفرت شروطها فتقبل، من الكفر ومن الشِّرْك ومن قتل
النُّفُوس وغير ذَلِكَ، قَالَ الله سبحانه وتعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ
سَلَفَ﴾ [الأنفال: 38]، وَقَوْله: ﴿لَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ
ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ﴾ [المائدة: 72]، ﴿لَّقَدۡ
كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المائدة: 73]، ثُمَّ قَالَ سبحانه وتعالى بعد ذَلِكَ: ﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى
ٱللَّهِ وَيَسۡتَغۡفِرُونَهُۥۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [المائدة: 74]،
فتقبل التَّوْبَة من الكَافِر، وتقبل التَّوْبَة من كل مذنب، لَكِن من تقرر
عَلَيْهِ فَلاَ بُدَّ أن ينتبه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد