هُنَا قرابة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
وهم بنو هَاشِم بْن عبد مناف؛ لأن عبد مناف لَهُ أَرْبَعَة أَوْلاَد: هَاشِم
والمطلب ونوفل وعبد شمس، فهاشم ذُرِّيَّته هُم بنوا عبدالمطلب وَمِنْهُم الرَّسُول
صلى الله عليه وسلم، وأعمامه، وذريتهم، فَلاَ تحلُّ لآل العَبَّاس بْن عبد
المطلب بْن هَاشِم، ولا لآلِ أبي طالب وهم عَلِيّ وجعفر وعقيل أَبْنَاء أبي طالب
وذريتهم، واختلفوا هَل تحلُّ لبني المطلب عَلَى قَوْلَيْنِ: القَوْل الأَوَّل:
وَهُوَ المَذْهَب أنها لا تحل لَهُم أَيْضًا؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:
«أَنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ» ([1])؛ لأَِنَّهُم قَد
دخلوا الحِصَار مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، لما حصره المُشْرِكُونَ
وقاطعوه فِي شعب من شعاب مَكَّة وصبروا عَلَى الحِصَار.
وَالقَوْل
الثَّانِي: أَنَّهُم يُعْطَون من الزَّكَاة؛ لأَِنَّهُم لَيْسُوا من آل الرَّسُول
وَهَذَا هُوَ الراجح، وَأَمَّا بنو عبد شمس فَمِنْهُم: بنو أمية رضي الله عنه،
فهؤلاء لا مانع من إعطائهم من الزَّكَاة؛ لأَِنَّهُم لَيْسَ لَهُم من الخُمُس
شَيْء، وَكَذَلِكَ لا تحلُّ الزَّكَاة لعتقاء بني هَاشِم وهم مواليهم لِقَوْلِهِ صلى
الله عليه وسلم: «مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» ([2]).
ثَانِيًا: «لا تحل الزَّكَاة لأصل وفرع» فَلاَ يدفع المزكي زَكَاته لأبيه ولا أمه، ولا لأجداده من جِهَة الأَب أو من جِهَة الأُمّ، ولا يدفعها لفروعه من الأَوْلاَد وَأَوْلاَد الأَوْلاَد؛ لأن هَؤُلاَءِ لو افتقروا وَهُوَ يقدر
([1])أخرجه: النسائي رقم (4137)، وأحمد رقم (16741).
الصفحة 2 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد