فصل: الجِعَالَة
ويجوز جعل شَيْء
مَعْلُوم لمن يعمل عملاً ولو مَجْهُولاً، لا كرد عبدٍ، ولقطةٍ، وبناء حَائِط فمن
فعله بعد علمه؛ استحقه. وَلِكُلّ فسخها، فمن عاملٍ لا شَيْء لَهُ، ومن جاعلٍ
لعاملٍ أُجْرَة عمله.
****
الجِعَالَة: هِيَ أن يجعل شَيْئًا
مَعْلُومًا لمن يعمل لَهُ عملاً معينًا، مِثْل من يرد عَلَيْهِ ضَالَّته، أو من
يبني لَهُ جدارًا وَهِيَ عقد جَائِز، لكل مِنْهُمَا فسخها وَدَلِيلهَا قَوْله
تَعَالَى فِي قِصَّة يُوسُف عليه السلام: ﴿قَالُواْ نَفۡقِدُ صُوَاعَ ٱلۡمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِۦ حِمۡلُ
بَعِيرٖ وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمٞ﴾ [يوسف: 72] من جَاءَ بصواع
الملْك المفقود فله حمل بعير من الطَّعَام، ﴿وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمٞ﴾ [يُوسُف: 72] أي كفيل.
قَوْله: «ويجوز جعل
شَيْء مَعْلُوم لمن يعمل عملاً ولو مَجْهُولاً، لا كرد عبدٍ، ولقطةٍ، وبناء حَائِط»:
أي: ولو كَانَ العَمَل مَجْهُولاً كَأَنْ يَقُولَ: من رد عَلِيّ عَبْدِي الآبِق أو
دابتي الشاردة فله كَذَا وَكَذَا، أو رَدَّ عَلِيّ ما ضَاع مني وَهُوَ اللقطة، من
بنى لي حَائِطًا فله كَذَا وَكَذَا.
قَوْله: «فمن فعله بعد
علمه؛ استحقه» من فعل هَذَا العَمَل الَّذِي أعلن عَنْهُ بعد علمه بإعلان
الجاعل فله الجُعْل، أَمَّا إِذا عمل العَمَل وَهُوَ لم يعلم بالإعلان من صاحبه،
فَلَيْسَ لَهُ شَيْء؛ لأنه متبرع.
قَوْله: «وَلِكُلٍّ فسخها» الجِعَالَة عقد جَائِز لكل مِنْهُمَا فسخها، فلصاحب العَمَل أن يتَنَازَل، وللعامل أن يتَنَازَل هَذَا مَعْنى العَقْد الجَائِز.
الصفحة 1 / 348
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد